الكوليسترول يغزو أجساد الصغار أيضاً

ربما يسود الاعتقاد لدى غالبية من
الناس أن الكوليسترول من أمراض الكبار وأنه لا يصيب الصغار، ولكن الأبحاث
العالمية أظهرت أن ارتفاع مستوى الكوليسترول له دور كبير في الإصابة بأمراض
القلب والسكتة القلبية، ونظراً لأن هذه الأمراض تصيب الصغار كما تصيب
الكبار، فهذا يعني أن ارتفاع الكوليسترول حالة واردة لدى الأطفال كما
الكبار، وإذا أخذنا في الاعتبار ارتفاع معدلات السمنة بين الأطفال والعادات
الغذائية السيئة وقلّة ممارسة الرياضة، يصبح الحذر من هذا المرض واجباً
جدياً.

الكوليسترول هو عبارة عن مادة شحمية ينتجها الكبد لتشكيل
أغشية الخلايا وبعض الهرمونات، وينتج الكبد 1000مليغرام من الكوليسترول
يومياً، والبقية تأتي من الطعام الذي نتناوله، وعلى الرغم من أن الخضروات
والفواكه والحبوب لا تحتوي على اي كوليسترول، إلا أنه يتراكم في الجسم من
خلال تناول صفار البيض واللحوم والدجاج وثمار البحر ومنتجات الألبان مثل
الحليب والجبن والآيسكريم.

أنواع الكوليسترول
لا
ينتقل الكوليسترول داخل جسم الإنسان من تلقاء نفسه، وإنما يتحد مع
البروتينات لينتقل عبر الدم ويصل إلى الأعضاء المختلفة في الجسم، وهناك
نوعان من الكوليسترول:

النوع الأول: الكوليسترول الضار ويسمى
أيضاً الكوليسترول منخفض الكثافة، ويعرف بأنه ضار لأنه في حال ترسبهفي مجرى
الدم، يمكن أن يتراكم على جدران الشرايين التي تصل إلى القلب والمخ، ما قد
يؤدي غلى انسداد أو تصلب هذه الشرايين، وهذا بدوره يقود إلى الإصابة
بالنوبة أو السكتة القلبية، كما يمكن أن يؤدي تصلب الشرايين إلى تقليل تدفق
الدم إلى الأعضاء الحيوية الأخرى بما فيها الأمعاء أو الكليتان.
النوع الثاني: الكوليسترول النافع أو ما
يعرف بالكوليسترول عالي الكثافة، وهو يحمل الكوليسترول بعيداً عن الشرايين
ويعود به إلى إلى الكبد، حتى يتم تجهيزه وإرساله إلى خارج الجسم، وبالتالي
يعمل على الوقاية من النوبات القلبية ويحمي جهاز الدورة الدموية.

وبشكل عام، هناك ثلاثة عوامل رئيسية تساهم في ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم:

النظام الغذائي: تطبيق نظام غذائي يعتمد على الدهون المشبعة والزيوت المهدرجة.
الوراثة: إصابة الأبوين أو أحدهما بارتفاع الكوليسترول.
السمنة: بسبب العادات الغذائية الخاطئة وعدم ممارسة الرياضة.
جدير بالذكر أن البحوث المتعلقة بالكوليسترول أظهرت منذ عدة سنوات
سابقة أن الأطفال الذين يمارسون الرياضة، ويتناولون طعاماً صحياً، وليس
لديهم تاريخ عائلي مع ارتفاع الكوليسترول في الدم، ولا يعانون زيادة في
الوزن، ربما ليسوا عرضة لخطر ارتفاع الكوليسترول في الدم.

10 طرق لخفض الكوليسترول
فيما يلي 10 طرق تساعد على الحفاظ على مستوى الكوليسترول لدى الأطفال وجميع أفراد الأسرة:

معرفة الأبوين لمستوى الكوليسترول لديهما، وفي حال تبين ارتفاع مستواه لدى أحدهما أو كليهما، ينبغي قياسه لدى اطفالهما.
تطبيقتكبيق نظام غذائي للأسرة غني بالفواكه والخضروات والحبوب.
اختيار اللحوم الخالية من الدهون والزيوت النباتية، بما في ذلك
الأسماك، والاهتمام بتناول البقوليات ( الفاصوليا الجافة، البازلاء، العدس)
بالإضافة إلى منجات الصويا والتوفو وغيرها.
قراءة المكونات الغذائية على الظهر المنتج، حيث يساعد ذلك على اختيار
الأصناف الآمنة الخالية من الدهون والكوليسترول. ووفقاً للتوجيهات الغذائية
الصادرة عن هيئة القلب الأمريكية في عام 2005، يوصى بألا يزيد مستوى تناول
الدهون لدى الأطفال بين سن 3-2 سنوات على 30% من السعرات الحرارية. وبين
25-23% للأطفال في سن 4 سنوات فما فوق، وأن يكون مصدرها الدهون غير المشبعة
مثل الأسماك والمكسرات والزيوت النباتية.

وفيما يخص المراهقين، وضعت هيئة القلب الأمريكية التوصيات التالية:
* يكون معدّل الكوليسترول في الغذاء أقل من 300 مليغرام في اليوم.
* يكون معدل الدهون المشبعة في الغذاء أقل 7% من السعرات الحرارية.
* يكون معدل الدهون غير المشبعة أقل من 1% من السعرات الحرارية.
اختيار أنواع الحليب ومنتجات الألبان قليلة الدسم.
الابتعاد عن الدهون الصلبة، واستخدام الزيوت النباتية لأغراض الطهي.
الحد من تناول المشروبات والأطعمة الغنية بالسكر الإضافي.
الحج من تناول المعجنات، واختيار وجبات خفيفة صحية من الفواكه والخضراوات.
المواظبة على ممارسة التمارين الرياضية بمعدل لايقل عن 60 دقيقة في اليوم.
اتخاذ التدابير اللازمة لتحسين أسلوب حياة الأسرة، لضمان نشوء الطفل في بيئة صحية منذ صغره.

مراقبة وعلاج الكوليسترول المرتفع
توصي
الإرشادات الحديثة بضرورة فحص مستوى الكوليسترول في الدم لدى الأطفال
الذين لديهم عوامل الخطر ابتداءً من سن عامين وقبل أن يتجاوز عمره سن 10
سنوات، وفي ما يلي نذكر عوامل الخطر التي تهدد الأطفال:

ارتفاع مستوى الكوليسترول الكي لدى الأبوين أو أحدهما إلى أكثر من 240ميكروغراماً.
وجود تاريخ عائلي لأمراض القلب والشرايين بين الرجال قبل سن 55 عاماً، وبين النساء قبل سن 65 عاماً.
عدم توافر أي معلومات عن التاريخ الصحي للعائلة.
المعاناة من زيادة الوزن أو السمنة.
الإصابة بداء السكري أو ارتفاع ضغط الدم.
التدخين، كما يحدث مع بعض المراهقين.

ويحتاج الأطفال الذين يرتفع لديهم مستوى الكوليسترول الضار إلى 170
مليغراماً أو أكثر إلى استشارة اختصاصي التغذية، لكي يضع لهم نظاماً
غذائياً يعتمد على التخفيف من الأغذية التي ترفع مستوى الدهون ويركزون على
زيادة النشاط البدني.

ويوصي الخبراء بالمداومة على إجراء الفحص
للأطفال الذين تكون نتائجهم مقبولة مرة كل ثلاث أو خمس سنوات. وبصفة سنوية
للذين يقفون على الحد الفاصل.أما الذين يندرجون في خانة التصنيف المرتفع،
فينبغي إعادة الفحص لهم مرة كل 3 أو 6 شهور.

وفي بعض الأحيان قد
يضطر الطبيب إلى اللجوء إلى الدواء، كما يحدث عندما يصل معدّل الكوليسترول
لدى الطفل إلى 190 أو أكثر، ولم يظهر أي تحسن على الحالة بعد تطبيق برنامج
الغذاء والرياضة. والشيء نفسه مع الأطفال الذين لديهم عوامل خطر، حيث يمكن
أن ينظر الطبيب في أمر العلاج حتى ولو كان مستوى الكوليسترول مرتفعاً بنسبة
ليست عالية كثيراً.

ويتطلب إجراء فحص مستوى الكوليسترول الصيام عن
الطعام والشراب لمدة 12ساعة قبل إجراء الفحص. ووفقاً لبرنامج التعليم
الوطني في إمريكا والخاص بالتوعية من مخاطر الكوليسترول، نعرض هنا تصنيف
معدل الكوليسترول بين الأطفال والمراهقين من سن عامين إلى 18 سنة:

التصنيف	الكوليسترول الكلي(مليغرام)	الكوليسترول الضار(كليغرام)
مقبول الحد الفاصل مرتفع	أقل من 170 199- 170 200 أو أكثر	أقل من 110 110- 129 130 أو أكثر